أكدت مصادر رسمية عراقية أن حكم الإعدام نفذ في الرئيس العراقي السابق صدام حسين شنقا حتى الموت صباح السبت 30 ديسمبر 2006م أول أيام عيد الاضحى المبارك، وتم التنفيذ قبل الساعة السادسة صباحاً (بتوقيت العراق) بقليل. وأن عملية التنفيذ جرى تصويرها وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إنها ستبث لاحقا.
وذكر بيان رسمي صادر في بغداد أن حكم الإعدام نفذ أولا في صدام حسين ثم أخيه غير الشقيق برزان التكريتي ثم القاضي عواد البندر.
وفي حين أن ثلاثة مسؤولين عراقيين قالوا إن حكم الإعدام نفذ بحق صدام حسين فقط، نفى موفق الربيعي -المستشار الأمني لرئيس الوزراء العراقي- أن يكون برزان أو عواد قد أعدما صباح اليوم وقال إن الحكم سينفذ بحقهما في وقت لاحق.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مستشارة رئيس الوزراء للشؤون الخارجية مريم الريس أن أحكام الإعدام نفذت بحضور ممثل لرئيس الوزراء نوري المالكي والقاضيين منقذ آل فرعون ومنير حداد، وعدد قليل من الصحفيين. مشيرة إلى أن عملية الإعدام صورت وسيتم بثها قريبا.
وقد أطلق عراقيون النار في سماء بغداد ابتهاجا بينما فرض حظر للتجوال في مدينة تكريت مسقط رأس صدام.
وفي أول ردود الأفعال أعلنت بريطانيا أن صدام نال جزاءه، بيد أنها جددت تأكيدها لرفض عقوبة الإعدام.
ونفذ حكم الإعدام بحق صدام بعد إدانته في نوفمبر/تشرين الثاني بارتكاب جرائم في حق الإنسانية بسبب قتل 148 شيعيا من بلدة الدجيل بعد محاولة فاشلة لاغتياله في عام 1982، وبعد تأييد محكمة التمييز الحكم يوم الثلاثاء الماضي.
وكان العضو في محكمة التمييز العراقية منير حداد قال إن كافة الإجراءات قد اكتملت لتنفيذ الإعدام بحق صدام حسين، وأشار إلى أن هيئة الرئاسة العراقية غير معنية بتنفيذ الحكم وليس بوسعها تخفيفه أو تعديله.
وفي رده على سؤال للجزيرة عن إعلانه عن إعدام الرئيس العراقي المخلوع اليوم السبت وتعارضه مع عطلة عيد الأضحي، قال عضو محكمة التمييز العراقية إن العيد في العراق يبدأ الأحد.
وكان مسؤول عراقي مقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي قال في وقت سابق إن توقيت تنفيذ حكم الإعدام اتفق عليه في اجتماع بين مسؤولين عراقيين وأميركيين. وقال إن الجانب الأميركي سيسلم الرئيس المخلوع إلى الجانب العراقي قبل وقت قصير من إعدامه.
أما خليل الدليمي رئيس فريق الدفاع عن الرئيس العراقي المخلوع فقال إن الأميركيين سلموا صدام للجانب العراقي تمهيدا لإعدامه، وإن فريق الدفاع تقدم بالتماس لوقف تنفيذ الحكم.
وأضاف الدليمي أن الأميركيين اتصلوا به لتسليمه المتعلقات الشخصية للرئيس المخلوع وأخيه برزان وأنهم طلبوا من فريق الدفاع إلغاء زيارة كانت مقررة السبت لبغداد.
رفض للتأجيل
وفي الولايات المتحدة رفض قاض أميركي تحركا من جانب محامين لتأجيل إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
وقال قاضي المحكمة الجزئية الأميركية كولين كولار كوتيلي، إن صدام ليس محتجزا لدى الولايات المتحدة ونتيجة لذلك فان محكمته تفتقر إلى السلطة القضائية في هذا الصدد.
وفي وقت سابق حذرت أم حيدر -أخت الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين- من وقوع ما وصفتها بكارثة في العراق في حال تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه.
وفي اتصال مع الجزيرة أشارت إلى اتصالات أجرتها أسرة صدام حسين بمسؤولين عرب من أجل التدخل، وقالت إنهم كانوا مقدرين لخطورة الوضع في العراق، وناشدت أم حيدر الرؤساء العرب وأمير دولة قطر التدخل لوقف تنفيذ حكم الإعدام.
كما ناشد حيدر الناصري ابن أخت صدام حسين أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وعاهل المملكة العربية السعودية عبد الله بن عبد العزيز التدخل لوقف ما وصفه بالحكم الجائر على صدام حسين، وقال الناصري إن عائلة صدام تطالب بلقائه قبل تنفيذ الحكم عليه.
وقالت مصادر يمنية مطلعة إن رغد ابنة الرئيس العراقي المخلوع طلبت من السلطات اليمنية التدخل لدى سلطات الاحتلال في العراق لتسلم جثة والدها بعد إعدامه إلى أسرته المقيمة في اليمن لدفنه في صنعاء.
وأضافت المصادر أن رغد صدام حسين طلبت دفن والدها في اليمن مؤقتا في انتظار إعادته إلى العراق بعد جلاء الاحتلال عنه.
من جانبه وصف الزعيم الليبي معمر القذافي محاكمة صدام حسين بالباطلة، وقال إن صدام أسير حرب لا يمكن محاكمته بتحريم من المواثيق الدولية. وأضاف القذافي أن بريطانيا وأميركا هما من تجب محاكمتهما في هذه القضية